السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الموقع قيد الإنجاز والتطوير، شكراً لزيارتكم الحوزة العلمية - معهد الثقلين للدراسات والعلوم الدينية إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا: كتاب الله، وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ
معهد الثقلين للدراسات والعلوم الدينية
بيروت - لبنان
للتواصل: تلفاكس: 009611551390

رقم الدرس: 613
عنوان الدرس: الخلع
المدّرس: سماحة آية الله السيد عبد الكريم فضل الله
الحجم: 5.39 Mb
مرات الإستماع: 25

المتن: الموضوع: الخَلع.

- لو تزوج أختها هل يجوز لها أن ترجع بالبذل؟

- دليل من قال بجواز رجوعها بالبذل أن المانع من جهته، وجوابه.

- دليل من قال بعدم جواز الرجوع هو عدم تحقق جواز رجوعه بالطلاق وهذا كاف، نعم لو طلّق اختها لجاز لها الرجوع بالبذل.



فرع: لو تزوج أختها هل يجوز لها أن ترجع بالبذل؟

دليل من قال بعدم جواز الرجوع: لقد اشترطنا إمكان رجوعه بالطلاق لصحة رجوعها بالبذل، وهو هنا لا يستطيع الرجوع بالطلاق فكيف هي تستطيع الرجوع هي بالبذل؟، خصوصا مع ملاحظة اطلاق الروايات، انظر الباب 7 من ابواب الخلع من الوسائل: ح1- محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المباراة أن تقول المرأة لزوجها: لك ما عليك، واتركني فتركها إلا أنه يقول لها: إن ارتجعت في شئ منه فأنا أملك ببضعك.[1] غير ممكن.

دليل من قال بجواز الرجوع: إن المانع من الرجوع كان من جهته، لأنه هو الذي تزوج أخته، كذلك يمكن أن يرجع وذلك بتطليق أختها التي تزوّجها.

والجواب: إن الاحكام تابعة لموضوعاتها وعناوين هذه الموضوعات، وفعلية الحكم لا تتم إلا بعد تحقق الموضوع وشروط اخرى.

فموضوع عدم إمكان رجوعها هو عدم إمكان رجوعه. ولا دليل على لزوم إجباره على تطليقها لتغيير الموضوع وإيجاد إمكان الرجوع بالطلاق وهو موضوع إمكان رجوعها بالبذل.

بتعبير اخر: هل يجب ان يكون الموضوع موجودا متحققا فعلا لاثبات الحكم أو انه يكفي ولو على نحو المعلّق كما هو معلّق على طلاق الخت أو إحدى الزوجات الأربعة في مسألتنا؟

الذين يقولون يجب ان يكون الموضوع موجودا فعلا ومحققا فعليا لتحقق الحكم ذهبوا إلى عدم جواز الرجوع بالبذل، نعم أنت تستطيع ايجاده، لكن قبل وجود الموضوع فعلا في الخارج انت لا تستطيع الرجوع إذن لا تستطيع هي الرجوع بالبذل.

مسالة: هل يجب الخلع على الزوج في حال بذلت له مقابل الطلاق وتم موضوع الخلع؟.

هذه المسألة من المسائل التي أصبحت حديثا محل إبتلاء كثير، وقد أهمل ذكرها بعض الفقهاء، فمثلا في منهاج الصالحين وهو رسالة عمليّة كتبها السيد محسن الحكيم (ره) وعلّق عليها الكثيرون وجعلوا منها رسائلهم العمليّة أمثال السيد الخوئي (ره) والروحاني والسستاني وغيرهم لم تذكر هذه المسألة لا من قريب ولا من بعيد.

سؤال: لماذا لم يذكروها؟ لعلّ عدم ذكرها بحسب تصوري إما لانهم يطمئنون لعدم وجوب الخلع عليه اجماعا وكأنه امر متسالم عندهم. أو لأمور أخرى من باب الاحتياط، أو انه حتى لا يؤدي إلى ظاهرة خاصّة خصوصا انتشار الطلاق في هذه الأيام وانتشاره ليس بسبب قلّة المال أو المادّة، بل هناك ثقافة نشأت من خلال الأفلام ووسائل التربية العامّة، بان الطلاق أمر سهل جدا، والزواج اصبح من باب لكل حقه وانه عبء وومسؤولية لا داعي لها، وليس أن ينشأ ويعيش الزوجين بيت سعيد. الله عز وجل لا يريد تبادل الحقوق بل يريد في البداية من الزوجين العشرة بالمعروف، وفي الحديث: " جهاد المرأة حسن التبعّل " أي ان تكون الحياة الزوجيّة سعيده. التفكك الاسري لم ينشأ من قلّة المال ولا الدين بل سببه قلّة الاخلاق وانحراف الثقافة الاجتماعية واتباع الثقافة الغربيّة وغيرها، التي زيّنت حياة العزوبية والإنفلات الغرائزي، وشوهت معنى الزواج وجماله، بل وكل ما هو فطري بشري، وفي أحسن الأحوال يعبرّون عن الزواج بأنه قيد وسجن وأسر، ثم يلطفون التعبير فيقولون: " القفص الذهبي "، بل ويزرعون الشقاق بين الزوجين، بخلاف القرآن كتاب الله الذي عبّر عنه بالسكن وعبّر عن نوع العلاقة بين الزوجين " بالمودة والرحمة".










[1] وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج15، ح 1. ص 500.

الأرشيف الكامل للدروس
أصول
فقه
رجال
تواصل معنا على إحدى المنصات التالية


©جميع الحقوق محفوظة
.